سنن منسية
تاريخ النشر: 6 رجب 1445هـ الموافق 17 يناير 2024م
عدد الزيارات : 254
إنشر المقال :
إن من السنن التي ينبغي تذكير الناس بها وتعليمهم إياها، إنما هي ما كان من السنن المدروسة التي أصبحت عند كثير من الناس نيسًا منسيًا، وكأنما ورسولنا e لم يكن يعلمها الناس مطلقًا.. هكذا تموت السنن وتحيا البدع حتي يعود الأمر غريبًا، وكما جاء في كثير من الآثار: (تموت السنن وتحيا البدع فإذا أحييت سنة قيل: أحييت سنة قيل: إنها بدعة، وإذا انتشرت بدعة قيل: إنها سنة)، ولذلك الواجب على كل مسلم حريص على معرفة السنن وأتباعها أن يتنبه لها، فإذا كان من طلاب العلم أحياها، وإذا كان ليس منهم سأل عنها حتى يحييها، فيكتب له أجر من أحيا سنة أميتت بعده عليه الصلاة والسلام، وذلك من معاني الحديث المشهور الذي أخرجه الإمام مسلم وغيره من حديث جرير بن الله البجلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص عن أجرهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيء).
هذا الحديث (من سن في الإسلام سنة حسنة) فإنما يعني من فتح طريقًا إلى سنة مشروعة؛ لأن كون السنة حسنة أو سيئة لا يمكن معرفتها إلا من طريق الشرع، ولذلك كان لزامًا على كل داعية حقًا إلى الإسلام أن يُعنى بتذكير الناس ما كان من هذه السنن التي سنها الرسول، ثم أصبحت نسيًا منسيًا كما ذكرت آنفًا.
وانظر أخي المسلم في شؤون حياتك كلها تجد أنها لا تخلو من سنة.
فافرد لأعمالك مرشدًا يرصد مواضع السنة فيها ويبرزها، وطالعه حتى تحفظه ثم استكمله بالتطبيق.
وحتى يسهل التطبيق بعون الله والتوفيق أعددت لي ولك بطاقة أوجزت فيها ما يواجه المسلم من أعمال في حياته، وبينت فيها مواضع السنة عند كل عمل.
فاجعلها دفترًا تنظر فيه فعل النبي عند كل فعل أو عمل، وأدبه في ذلك وتوجيهه، فأول ما تبدأ به يومك بسم الله، ولا تدخل يدك في إناء حتى تغسلها ثلاثًا، وتيمن وتوضأ على السنة، ثم صلِّ، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا استيقظ أحدكم فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها). وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم (يعجبه التيمن في طهوره وفي وضوئه وفي شأنه كله).
- الدعاء بوجه شامل لا سيما في مواطنه عند الاستيقاظ - السفر - دخول الأسواق - رؤية المرضى - وابدأ من لقيك بالسلام.
- وأتقن عملك.
- وكن سمحًا في شرائك وبيعك وقضائك، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى). متفق عليه.
- وكن حليمًا مسامحًا عفوًا عمن أساء إليك أو جهل ولا تغضب.
- وإذا حضرت جنازة صلّ عليها واتبعها ما أمكن ذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (من صلى على جنازة كان له قيراطان).
- وإن مررت بمقابر المسلمين فسلم واسأل الله لك ولهم العافية.
- ولا تطرق أهلك ليلًا متأخرًا إن رجعك الله إليهم من سفر.
- وكن خيرًا لأهلك في كل يوم لقوله صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).
فمن لزم ذلك فقد رشد، وطوبى لمن همه العمل لآخرته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.