الإجازة وبناء النفس والأبناء
تاريخ النشر: 28 ذو القعدة 1445هـ الموافق 5 يونيو 2024م
عدد الزيارات : 267
إنشر المقال :
جاءت إجازة الصيف، تلك الإجازة التي ينتظرها ملايين الطلاب والطالبات من أبنائنا: ليستريحوا فيها من عناء السهر والمذاكرة والذهاب يوميًا إلى المدارس والجامعات والمعاهد، ولكن ينبغي أن يفطن إليه ونحن مقبلون على فراغ مفاجئ هو أن نجتهد في ملء هذا الفراغ بكل نافع مفيد، ولو لم نفعل ذلك فحتمًا ستسيطر علينا ثقافة الكسل والخمول التي تقعد بالهمم والعزائم عن بلوغ مراميها أو تحقيق أهدافها، فضلاً عن استدعائها لأنماط ضارة من السلوك، ولأجل ذلك علمنا ديننا الحنيف أن لا نستكين لثقافة الرضا بالفراغ وعدم استثماره، علمًا بأن وقت المسلم يجب أن يكون مشغولاً دائمًا بالنافع المفيد، قال تعالى: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)، واليقين هو الموت، والعبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، وهذا التوضيح مهم هنا كونه يحدد معالم عامة لشغل الوقت من خلال برامج شتى تدور في فلك ما يحبه الله ويرضاه، وهو فلك رحب فسيح يتسع للكثير والكثير من الأعمال النافعة وفي مقدمتها تقوية العلاقة بالخلق وخاصة الأقارب من خلال تبادل الزيارات والاتصالات، ثم لا بد أن تأخذ النفس حظها من الترفيه والترويح النظيف المباح.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل وضعنا برنامجًا لاستغلال الإجازة الصيفية؟! ونظرًا لأن البعض منا ربما يكون مشغولاً لسبب أو لآخر عن إعداد مثل هذه البرامج، فإنني يطيب لي أن أضع بين أيديكم -قرائي الكرام- بعض الأفكار التي تعتبر أطرًا عامة لإعداد برامج من هذا القبيل.
أفكار للصغار ( 10 سنوات فأقل):
يجب استغلال طاقاتهم الكامنة؛ وعدم التفريط فيها، وذلك بتشجيعهم على حفظ جزء من القرآن مثلاً، أو قدر يسير من السنة، (وبالأخص الأذكار الشرعية المهمة مثل: أذكار الصباح والمساء - الصلاة - النوم - الخلاء...)، ويمكن الاستفادة في ذلك من كتيب حصن المسلم لما فيه الفائدة العظيمة، أو من خلال الأشرطة التعليمية، أو كراسات التلوين فهي نافعة له؛ فالطفل لا ينسى ما يشاهده في الغالب.
أفكار للطلاب (10 سنوات فأكثر):
توجه الطلاب للمراكز الصيفية؛ لما فيها من النفع العظيم، أو الذهاب بهم للعمرة، أو شراء بعض المجلات النافعة، والتركيز على معالجة قلوب أبنائنا مثلما نعالج أجسادهم، وتحبيب أبنائنا للعلم من خلال حضور المحاضرات العامة، أو عمل زيارات خاصة للمكتبات، ونظرًا لخطورة هذه المرحلة العمرية، فإنه يجب على الآباء الانتباه لأبنائهم أثناء تعاملهم مع التقنيات الحديثة كالتلفزيون والإنترنت والبلاي ستيشن،كما يمكن رفع مستوى الضعف في جانب معرفي معين، مثل الإملاء، أو تنمية الاستيعاب، أو التدرب على مهارة التركيز، أو القراءة السريعة.. وغيرها، في هذه الفترة، كذا تعويدهم على المكث في المسجد، والتبكير إليها والحرص على نظافتها، والخروج معهم إلى الحدائق والأماكن العامة مع الالتزام بالآداب الشرعية والعامة أثناء ذلك، وكلنا رجاء أن نحسن استغلال تلك الفترة بما يعود بالخير علينا في ديننا ودنيانا..
إجازة سعيدة مليئة بالطاعة.